المونيتور العبري : تنسيق أمني نسخة غزة

المونيتور العبري : تنسيق أمني نسخة غزة

  • المونيتور العبري : تنسيق أمني نسخة غزة

اخرى قبل 5 سنة

المونيتور العبري : تنسيق أمني نسخة غزة

ترجمة محمد ابو علان

 كتب شلومي إلدار في موقع المونيتور العبري: حدثان أمنيان على حدود غزة في الشهر الأخير سلطت الضوء على قوة الضبط على حدود غزة والتي أقامتها حركة حماس، ووفق تقديرات إسرائيلية، القوة تشمل عدة مئات من المسلحين، ويقومون بدور حرس الحدود.

وعن قوة الضبط التابعة لحركة حماس كتب الصحفي الإسرائيلي: قوة الضبط التابعة لحركة حماس أقيمت قبل حرب “الجرف الصامد” على قطاع غزة في العام 2014، القوة الشرطية هدفها منع إطلاق الصواريخ، ومنع تنفيذ عمليات من قبل منظمات صغيرة قد تقود حركة حماس لحرب غير مرغوب فيها، وبالنسبة لحركة حماس القوة أسست للحفاظ على المصالح الفلسطينية، وفي الواقع، حركة حماس تريد أن تُبقي بيدها قرار التصعيد من عدمه مع الجانب الإسرائيلي.

وتابع الصحفي الإسرائيلي، في أعقاب مظاهرات العودة على حدود قطاع غزة التي بدأت في آذار من العام 2018، تم التوصل لتفاهمات إسرائيلية مع حركة حماس بوساطة مصرية ألقت حركة حماس بموجبها على كتائب عز الدين القسام بإيجاد منطقة عازلة بين حدود غزة والمتظاهرين، وهذا يعني أن كتائب القسام التي تتدرب لمحاربة الجيش الإسرائيلي أصبح مطلوب منها أن تكون على الحدود لحماية أمن “إسرائيل”.

قيادة حركة حماس التزمت أمام الوسيط المصري بقيام قوة الضبط التابعة لها بعدم السماح للمتظاهرين اجتياز الجدار الفاصل على حدود قطاع غزة، مقابل ذلك يسمح للمتظاهرين بممارسة المقاومة الشعبية تحت مراقبة القوة نفسها، وبالنسبة لحركة حماس، استمرار المظاهرات المُسيطر عليها لا تظهر الحركة كمن باع أيدلوجيتيه الجهادية مقابل تسهيلات على الحصار، أو مقابل استمرار سلطته على القطاع، في المقابل وافق الجانب الإسرائيلي على استمرار المظاهرات على حدود غزة شريطة أن تبقى تحت السيطرة، وترى حركة فتح، وهي على حق، بأن ما يجري هو تنسيق أمني نسخة غزة.

في 11 تموز قتل الجيش الإسرائيلي بالخطأ محمود الأدهم أحد عناصر قوة  الضبط التابعة لحركة حماس بعد أن اعتقدت نقاط المراقبة على الحدود إنه مسلح فلسطيني يخطط لتنفيذ عملية، الجيش الإسرائيلي اعتذر على عجل، وجاء في بيان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن عملية إطلاق  النار التي أدت لمقتل عنصر حماس تمت نتيجة سوء فهم، وإنه قتل نتيجة تقدير خاطئ من قبل الجيش الإسرائيلي، وحركة حماس لم ترد على مقتله.

في الأول من آب الحالي نفذ أحد عناصر قوة الضبط التابعة لحركة حماس واسمه هاني أبو صالح عملية ضد جنود إسرائيليين بعد أن اجتاز الحدود، وتمكن من إصابة ضابط إسرائيلي وجنديان بجروح قبل أن تمكن الجيش الإسرائيلي من قتله، لاحقاً تبين أن هاني هو شقيق فادي أبو صالح، ناشط في الجهاد الإسلامي، مبتور الساقين، قتل في أيار الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي، في أعقاب العملية قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يرى في الحدث حدثاً استثنائياً وليس سياسية عامة، وإن “العملية فردية نفذها المخرب من تلقاء نفسه” حسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

وعن الدور المصري  بعد الحدثين كتب الصحفي الإسرائيلي، في أعقاب الحدثين أقام المصريون مشاورات مع الجانب الإسرائيلي ومع حركة حماس كنوع من تقدير الموقف، ولتعزيز التنسيق الأمني بين الطرفين، وهنا يدور الحديث عن تنسيق أمني غير مباشر، وليس كالتنسيق الأمني الموجود بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وفي جميع الأحوال، التنسيق الأمني بين حماس والجانب الإسرائيلي حقيقة قائمة.

وفق مصدر إسرائيلي، يزعم الصحفي الإسرائيلي أن حركة حماس وفي رسالة للمصرين قالت إنها ستجري مراجعة داخلية لعناصر قوة الضبط، ومعنى ذلك إجراء فحص أمني على عناصر قوة الضبط للتعرف على من لديه نوايا منهم لتنفيذ عمليات ضد “إسرائيل”.

وادعى الصحفي الإسرائيلي في الموضوع نفسه قائلاً، الأمور لم تقل بصراحة، إلا أن التصور العام  كان أن العناصر الذين لهم أقارب قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي سيتم استثنائهم من قوة الضبط التابعة للحركة.

بالإضافة إلى ذلك، زعم ان الحركة قررت أن عناصر وحدة الضبط سيحضرون سلسلة محاضرات لكي لا يتصرفوا بشكل يدفع القناصون الإسرائيليون الاعتقاد بأنهم مسلحين يريدون تنفيذ عمليات، وترفض حركة حماس إلباس عناصر  الوحدة زي خاص لكي لا تستغل حركة فتح والسلطة الفلسطينية تلك الصور، كما وعدت حركة حماس الجانب المصري بتعزيز قوة وحدة الضبط بعشرات العناصر الإضافية للسيطرة على المظاهرات على الحدود.

وعن الجانب الإسرائيلي نقل الصحفي الإسرائيلي، مصدر إسرائيلي قال لموقع المونيتور، حركة حماس تدرك معنى وأهمية الحفاظ على الهدوء وضبط النفس على الحدود، وهي لن تعود لمظاهرات شعبية كبيرة كما كانت قبل عام، والتي قتل فيها في يوم واحد العشرات وجرح المئات.

وعن أهمية انخفاض عدد القتلى والجرحى في مظاهرات الجدار، كتب الصحفي الإسرائيلي، عدد قليل من الجرحى في المظاهرات على الجدار يجنب حركة حماس التصعيد، الأمر يظهر كلعبة دموية بحياة البشر (حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي)، إلا أن هذا هو الطريق الذي تتبعه حركة  حماس في مواجهة”إسرائيل”، حرب استنزاف وفق قواعد واضحة، وتفاهمات أن أي تصعيد سيقود لنتائج غير مرغوبة، لهذا فإن قوة الضبط تخدم هذه الأهداف.

وتابع الصحفي الإسرائيلي وصف ما يجري على حدود قطاع غزة، حرب الاستنزاف على الحدود والموجودة تحت السيطرة مستمرة منذ أكثر من عام، الطرفان يعرفان المحددات، والقوات تعلمت مع الزمن إدارة الصراع، في كل الظروف، “إسرائيل” لن تزيل الحصار عن قطاع غزة مادام القطاع تحت سلطة حركة حماس، وحركة حماس تظهر أمام شعبها أنها لم تيأس من الحرب من أجل رفع الحصار، وضمان مستقبل أفضل لسكان قطاع غزة.

وختم الصحفي الإسرائيلي، عدد الأشخاص الذين قتلوا وجرحوا في مظاهرات الجدار يرسم صورة مذهلة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي نُشر في مايو، والذي يقدم بيانات من 30 مارس 2018 إلى 30 أبريل 2019 ، منذ بدء الاحتجاجات على السياج، قُتل 279 فلسطينياً وجُرح 31000 آخرون، والمظاهرات لازالت مستمرة.

FacebookTwitt

 

التعليقات على خبر: المونيتور العبري : تنسيق أمني نسخة غزة

حمل التطبيق الأن